الكتابة على السجاد؛ دليل على رواج ظاهرة الوقف في عصر كريم خان زند (1193-1163ق)

إنّ دراسة ديانة الإنسان ومعتقداته الدينية والفكرية ترسم صورة من رؤيته تجاه العالم والكون، وتعد دراسة موضوع الوقف في الحقبة الزندية (1209-1163 ق) من هذا النوع من الدراسات التي تتيح للإنسان معرفة ماهية الرؤى والأفكار التي كانت تسود في ذلك العصر. إن الباحثين والمؤرخين لظاهرة الوقف قلما اهتموا بها في الحقبة الزندية ويعتقدون بأنها لم تكن سائدة في ذلك العصر. هذا في حين نجد هناك شواهد ووثائق تدل على رواج ظاهرة الوقف والموقوفات وكذلك وجود وزارة تعني بأمور الوقف في فترة حكم كريم خان زند  (1193-1163 ه.ق). إنّ قلة الوثائق المختلفة هي العامل الرئيس في عدم تصدي الباحثين لدراسة ظاهرة الوقف في الحقبة الزندية من تاريخ إيران الحديث. وعلى هذا الأساس فإن كل وثيقة في هذا المجال تحظى بأهمية بالغة وقيمة عالية. سندرس في هذا البحث نموذجا واحدا من السجاد الإيراني في عصر كريم خان زند والذي يحتفظ بها في المتحف الوطني الإيراني كتراث مجسد للثقافة الإيرانية في ذلك الزمن. وإشكالية البحث تتمثل في دراسة استكشافية صريحة وضمنية للسجاد الموقوف من تلك الحقبة التاريخية وذلك من أجل رسم صورة من حالة الوقف في العصر الزندي. أما طريقتنا في أخذ العينات فهي طريقة أخذ العينة الغير احتمالية. إنّ ما توصلت إليه هذه الدراسة هي نتيجة للدراسات المكتبية والملاحظات المتحفية. والبحث الحالي هو من النوع الكيفي كما اعتمدنا على المنهج الوصفي والتاريخي في تحليل الوثائق المدروسة. فهذا البحث يقودنا إلى كيفية استخدام الوقف في تلك الحقبة الزمنية وأقسام الوقف وشروطه وفق الوثيقة والنموذج المدروس. إن دراسة السجادة تظهر رواج عادة الوقف والموقوفات والقائمين على الوقف في عصركريم خان زند. كما أن هذا النوع من السجاد جسّد المعتقدات المذهبية لصاحب الوقف، تقي خان دراني.