تقاطبات المدينه في شعر محمّد عفيفي مطر؛ بصمات انزياحيه في وظائفها وأبعادها الدلاليه

لقد عُرِف التقاطب المكانيّ في الشعر العربيّ المعاصر بميسم تقبّل الأضداد والتنافرات الدلاليه الّتي يمكن أن يحملها المكان في توجيه دلالاته ومعانيه الانزياحيه، وتبعاً له يلعب تقاطب المدينه دوراً كبيراً في الكشف عن المفاهيم المتعدّده الّتي ينطوي عليها النصّ ويساعد القارئ على قبول عمق الأفكار والصور والحالات النفسيه والاجتماعيه الّتي تخالج الشاعر. إنّ المدينه في شعر محمّد عفيفي مطر استناداً إلى عمق الصور العامّه الّتي يمكن انتشالها من نماذجه الشعريه كانت إلى حدّ بعيد، تكويناً دلالياً قائماً على مجموعه من التقاطبات؛ إذ يقدّم الشاعر من جهه صوره معقّده وعميقه منها، ويحاول من جهه أخرى أن يخلق إدراكاً مختلفاً لمعانيها في ذهن القارئ من خلال زياده عناصرها وما يمتّ بصله دانيه منها. تنوي هذه الدراسه باتّباعها النهج الوصفيّ التحليليّ أن تتناول تقاطب وظائف المدينه في شعر محمّد عفيفي مطر وتدلّ نتائجها بوجه الإجمال على أنّ الشاعر ليكسب المدينه نظره انزياحيه أقصى من اللغه المعياريه، يلحّ على تكرارها ويستخدمها على أساس الامتزاج بين معاكسات دلاليه مختلفه ذات مسحات من جمال التقاطبات المكانيّه على غرار تقاطب الذاتيه والموضوعيه، وتقاطب الصمود والتواني، وتقاطب الجوع والرخاء، وتقاطب الكرونوطوبيه، ليؤطّر من جههٍ سرديه أحداثها ويفسح من جهه أخرى مدى وظائفها الدلاليّه.