اثر التعليم المحاسبي الاخلاقي على ممارسات المحاسبة الابداعية في الاردن ( دراسة ميدانية )

ان الانهيارات المتكررة للاقتصاديات العملاقة في العالم في ظل وجود قوانين صارمة وتشريعات تجرم الغش والاحتيال والفساد وتحاول المحافظة على مكتسبات الاخرين وحقوقهم . الا ان هذه الامور من دون جدوى ، مما ادى الى زيادة تفاقم الامر وكذالك زيادة الازمات المالية المتوالية في العالم ، مع العلم بوجود معايير محاسبة دولية ومعاير تدقيق دولية واجبة الالتزام وقد حثت عليها معظم الدول . حيث ان بذور الازمات المالية هي نتاج ممارسات واساليب محاسبية ومنها ممارسات المحاسبة الابداعية والتي قادت الى التدمير العنيف للشركات على المستويات العالمية دون السيطرة عليها والتي قامت بتدمير شركات وبنوك وموسسات مالية عملاقة . وهذا كله قام بنشوء هذه الازمات والتي هي ناتجة عن الممارسات الاخلاقية وضعفها لدى المحاسبين مما افقد المحاسبة كمهنه جزء من مصداقيتها وشفافيتها من خلال ما تقدمه من قوائم وبيانات مالية خاصة وتاثيرها على الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية ،و قد جاء قانون اوكسلي عام 2002 لمنع ادارة الحسابات الابداعية وتجاوزات الادارة و تعزيز الافصاح المالي.(الدوغجي و علي : 2011) وبالرغم من هذا كله الا ان الممارسات الاخلاقية واخلاقيات المهنة موجودة لدى المحاسبين والمدققين الا انه يجب العمل على معرفة اثرها ودورها على ممارسات المحاسبة الابداعية للوصول الى حل لمثل هذه الازمات . من هنا فقط جاءت بعض الجامعات الاردنية بفكرة تدريس مواد اخلاقيات الاعمال والمحاسبة فيها ، بهدف تخريج محاسبين ومهنيين يتمتعون بمواصفات اخلاقية تمكنهم من مزاولة اعمالهم وانتاج بيانات مالية شفافة ونزيهه . والارتقاء وتطوير مهنة المحاسبة على اسس اخلاقية ومهنية وعلمية متكاملة .