دراسه الاستعارات المفهوميه القائمه على المخطّط في الكتب العربيه في المرحله الثانويه الأولى

تعدّ اللسانيات المعرفيه إحدى فروع علم اللغه المعرفي الّتي أدّت إلى ظهور الآليّات والأساليب المؤثّره في تحليل النصوص المختلفه، فقد تناول  جورج ليكاف نظريه «الاستعاره المفهوميه» وبناء على هذه النظريه: إنّ الاستعاره علاوه على ما تلعبه من دور في زخرفه الكلام وتزيينه، فإنّ لها تأثيراً شاملاً وملفتاً للنظر في اللغه، وذلك على مستوى المفاهيم، وكذلك على ضوء أراء كووتش، فإنّ الاستعاره المفهوميه تنقسم في مبناها إلى مستويين: أ. القائمه على المخطّط، وب. الاستعاره المعرفيه. تتطرّق هذه الدراسه إلى البحث في الاستعارات المفهوميه القائمه على المخطّط في كتب مادّه العربيه في المرحله الثانويه الأولى وذلك بعد بيان المفاهيم النظريه المعاصره للاستعاره. ومن النتائج الّتي توصّل إليها البحث هي أنّ الكتب العربيه تتّخذ منحاً دينياً وبما أنّ كثيراً من المفاهيم الدينيه هي مفاهيم مجرّده؛ فإذن لا يمكن استيعابها سوى على ضوء المخطّط. ويبدو لنا من بين أنواع المخطّطات، بأنّ مخطّط الشيء (الجسم) هو الأكثر ظهوراً في الكتب المذكوره مقارنه مع المخطّطات الأخرى، ومن هذا المنطلق، نلاحظ  أنّ أكثر المفاهيم المجرّده في كتب المرحله الثانويه الأولى تمّ بيانها على ضوء مخطّط الشيء. يحاول هذا البحث عن طريق المنهج الوصفي التحليلي أن يسلك هذا السبيل عن طريق هذين الخطوتين: الخطوه الأولى: وصف الكتب الدراسيه العربيه للمرحله الثانويه الأولى (باعتبارها المواجهه الأولى للتلاميذ الإيرانين مع اللغه العربيه) على ضوء الأسلوب المعرفي، والخطوه الثانيه: تقوم على تحليل المواد الوصفيّه، بحيث نعيّن مظاهر المصدر والهدف في الاستعاره بنوعيها، وفي نهايه المطاف، حدّدنا كيفيه اعتماد الاستعارات المفهوميه في إعداد الكتب الدراسيه واقترحنا نموذجاً دراسياً في هذا الصدد.