سوسيولوجيا الادب النسوي والانساق المضمرة في الابداع قراءة في قصيدة (بلاغ امراة عربية) للشاعرة السودانية روضة الحاج

يطرح الابداع النسوي على حركة النقد اسئلته الخاصة بشان ما يمكن ان ينماز به هذا الابداع من الابداع الذكوري، وهل يمكن له ان يحقق جماليات خاصة تختلف عن جماليات النص الذكوري، وكيف يمكن قراءة هذا النص وما منطلقات تلك القراءة ؟ ان هذه الاسئلة تمثل واحدة من الاشكالات المعاصرة في معاينة النص الادبي، فالتمييز بين النص الذكوري والنص الانثوي يعني دفع العملية النقدية الى الموجهات الخارجية التي تنظر الى النص في ضوء مواقف المولف ومنطلقاته، وهذه الموجهات ستودي بالضرورة الى قراءة العناصر الخارجية في النص والتركيز عليها في معاينة العلاقات الداخلية التي تنتظم في حركته، وبذلك تبدو القراءة النقدية مرتبطة بشكل اساسي بالعوامل التكوينية وذلك من خلال النظر الى الخارج المهيمن والموجه وتهميش الداخل وعلاقاته، ولحل هذه الاشكالية عمدنا الى قراءة النص النسوي من خلال لغة النص وعلاقات انساقها الداخلية واثر ذلك في المتلقي والعناصر المهيمنة التي وجهت النص من الخارج لتاكيد فرضية مفادها: ان لغة النص النسوي التي تتعاضد مع المهيمن الخارجي تعد الاساس في رسم الصورة الخاصة بالمراة في النقد لان هذه العملية لايمكن لها ان تكون شاملة وعميقة من دون الموجهات الخارجية، وهي نفسها التي تفحص المفارقة في النص على وفق علاقات المراة (الانثى) بالعالم الخارجي ومستويات المسكوت عنه في حركة وجودها يحدث هذا على الرغم من ان عملية النقد تعد قراءة فيها امكانات الاشتراك في الفحص والمعاينة والتقويم في حين يمثل النص صوت مبدعه وحده ان كان ذكراً ام انثى .