تدريس الآثار في المتحف الجامعي، متحف الآثار في جامعة السلطان قابوس: دراسة حالة

تلعب بيئة التعلم دوراً مهماً في جودة العملية التعليمية، وخاصةً في مجال تدريس علم الآثار. ومن بين البيئات الفاعلة التي تسهم في هذه العملية هي البيئة المتحفية التي تمكن الطلبة من اكتساب مهارات مختلفة عن تلك التي يكتسبونها في القاعة الصفية التقليدية. فمن المعروف ان المتاحف بشكلٍ عام تتالف من مجموعة مواد متنوعة يتم عرضها للجمهور، اضافةً الى حفظها وصيانتها ودراستها. وللمتاحف الجامعية وظيفة اضافية هي انها تستخدم كفضاءات لتدريس وتدريب الطلبة بكافة مستوياتهم خاصةً في مجال علم الآثار، حيث يقوم الطلبة في المتحف بالتعامل مع المجموعات المتحفية، وكذلك البرامج التعليمية التي تقدم لهم من قبل اساتذتهم. ويوفر المتحف الجامعي للعديد من طلبة الجامعة مواداً لاغراض الدراسة والبحث،ولديه القدرة على استيعاب مجموعة متنوعة من الانشطة التعليمية، اضافةً الى انه يثير اهتمام الطلبة، ويحفز لديهم القدرة على التفكير الابداعي. وتاتي هذه الدراسة مفترضةً ان دراسة مقررات الآثار داخل متحف الآثار الجامعي اجدى لدى الطلبة من التدريس داخل القاعة الصفية التقليدية في الجامعة. ولقياس مدى مصداقية هذه الفرضية او عدمها تم اخذ قسم الآثار في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس ومتحف الآثار الجامعي فيه كدراسة حالة، حيث يتم تدريس عدد من مقررات الآثار داخل هذا المتحف، بينما تدرس المقررات الاخرى في القاعات التدريسية التقليدية. وللتعرف على مدى تاثير تدريس مقررات الآثار في متحف الآثار الجامعي فقد تم تصميم استبانة لقياس درجة هذا التاثير، وتم توزيعها على جميع الطلبة الذين يدرسون مقررات علم الآثار في فصل الربيع من العام الجامعي 2019 م في قسم الآثار. وتشير النتائج الى ان غالبية الطلبة يرون بانالمقررات التي قاموا بدراستها في المتحف اسهمت بشكلٍ كبير في زيادة تحصيلهم الدراسي، وفهمهم للمقررات الدراسية اكثر من تلك التي درسوها في القاعة الفصلية العادية. وقد خرجت الدراسة بتوصيات منها ضرورة استخدام المتحف الجامعي كبيئة تدريسية محفزة للطلبة كونه مصدرًا تفاعليًا مهمًا في نجاح العملية التدريسية وتطويرها وجودتها.