دور صندوق النقد الدولي في مواجهة الازمة المالية العالمية

لقد واجه العالم في العقد الاخير من القرن العشرين العديد من الازمات المالية ، و تُعّد الازمة العالمية الحالية التي بدات بوادرها في عام 2007 و تفجرت في عام 2008 من اكثر الازمات شدة لانّها وقعت في اهم الاقتصادات العالمية الا و هي الولايات المتحدة الامريكية التي تعد اكبر مستورد و مصدر في العالم ،وسوقاً مالية عالمية ترتبط جميع الاسواق العالمية بها ،و توثر و تتاثر بها تاثيراً كبيراً.ونظراً لضخامة حجم الازمة فقد واجه الصندوق وضعاً صعباً لاسيما ما يتعلق بقدرته التمويلية . اذ ان موارد الصندوق غير قادرة على مواجهة الصدمات و الانهيارات المالية التي تعرضت لها الاقتصادات المتقدمة ، لذلك اقتصرت وظيفته في هذا الجانب على تقديم النصح و المشورة و الرقابة، في حين كان دوره تمويلياً للقتصادات النامية و منخفضة الدخل لمواجهة ما تعرضت له من تاثيرات في بداية نشوب الازمة التي تمثلت في ارتفاع اسعار النفط و السلع الاساسية و الغذائية مما زاد من تكلفة استيرادها ،وادى الى تزايد في عجز موازين مدفوعاتها. و لذلك سوف ينصب التركيز على الكيفية التي وسع الصندوق موارده من خلالها و مدى تعاون الدول الاعضاء في ذلك،وكذلك التغيرات في حصص الدول الاعضاء ،راس مال الصندوق و في القدرة التصويتية . فضلاً عن ذلك تعامل الصندوق مع القضيتين الاساسيتين في تعامله مع الدول الاعضاء التي تطلب مساعدته لحل مشكلاتها،الا وهي الشرطية و القدرة التمويلية.