عنوان مقاله :
فلسفة الاحياء عند الامام علي بن الحسين (ع)
پديد آورندگان :
الطيار, رزاق عبدالامير مهدي جامعة الكوفة - كلية التربية الاساسية - قسم اللغة العربية, العراق
چكيده فارسي :
ينطلق البحث من قوله تعالى : (يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم) فدعوة النبي الاكرم ع كانت تهدف الى احياء البشر، ومن الموكد ان دلالة لفظ (الاحياء) هنا لم تكن بالمستوى الاولي للمفردة الذي يقابل (الموت) بمعنى العدم، بل المراد به معني ثانوي مجازي، هو ان يتمكن الانسان من التحرر من العبودية المطلقة، وينطلق في فضاء الحرية والانعتاق، ليسمو في مراتب الوجود محققا معنى الخلافة الالهية الحقة.ان مقام الخلافة الالهية يقتضي ان يتعامل الانسان مع المخلوقات بمسوولية واعية، فقد ولاه الله تعالى على مخلوقاته، وسلطه عليها، وسيرها طوع تصرفه ، لينظر في نع ليفته، وعلى الانسان ان يتصرف في ما اولاه الله من النعم بحكمة وتقدير، فلا افراط ولا تفريط، فالحياة لا تستقيم الا اذا تمكن الانسان من تحقيق التوازن الحكيم بين رغبات النفس البشرية ومتطلبات الحياة الحرة الكريمة.كانت دعوة النبي الاكرم محمد تسعى لتحقيق هذا الهدف، وقد اعتمدت على مقومات واسس معينة للنهوض بالبشر واحيائهم بعد ان كانوا امواتا. ولقد سار ائمة الهدى من اهل بيته المعصومين على نهج خاتم الانبياء فرخوا تلك الاسس، وساروا في ذلك النهج الساوي، سعيا منهم لاحياء الانسان، وعمارة الارض، وخلافة السماء ، وقدموا في سبيل ذلك التضحيات الجسام.لقد مرت على الامة الاسلامية بعد استشهاد امير المومنين علي بن ابي طالب حقبة زمنية شديدة الوطاة تراجعت فيها القيم الاجتماعية الى العرف الجاهلي القائم على استعباد الاقوياء للضعفاء والاستحواذ على الثروات والعبث بدين الله بها ترتضيه اهواء المتسلطين على مقاليد الحكم، فاتت السنن وانتعشت البدع، وتعرض الدين لخطر داهم، اوجب على الامام الحسين النهوض بثورة كبرى ليعيد الحق الى نصابه ويفضح الكاذبين، ولقد كان ثمن تلك الثورة استشهاده ومن معه، وكانت الستون التي اعقبت واقعة كربلاء تمثل صراعا داخليا في جسد الامة التي كانت تتنازعها الاهواء والفتن . في تلك المرحلة الحرجة من عمر الامة الاسلامية قام بامر الامامة والخلافة الالهية الامام علي بن الحسين السلام وكانت الامة في مرحلة احتضار مدني واجتماعي وتقهقر معرفي فما كان منه عيلام الا ان ينهض لاحيائها من جديد متبعا تلك الاسس والمقومات التي خطها لهم جدهم المصطفي .يسعى هذا البحث لتلمس فلسفة الاحياء عند الامام زين العابدين محاولا تحديد مقومات احياء الفرد والمجتمع موضحا معنى الاحياء في الدعوة الالهية، ومكانة الفرد في المجتمع، ومسووليته في التعامل مع خلق الله، وعلاقته بالبشرية وتطويرها، ويحاول البحث تحديد الاولويات وترتيب تلك المقومات في سلم المهم والاهم معتمدا في ذلك على ما توافر من سيرة الامام علي بن الحسين ورسائله وادعيته واحاديثه في المصادر المعتمدة من كتب التراجم والسير والتاريخ والحديث.