نظرية الافعال الكلامية في خطبتي السيدة زينب عليها السلام قراءة موازنة

تتخذ الدراسة من خطبتي السيدة زينب بنت الامام علي (ع) الاولى منهما عندما وصلت مع موكب السبايا الى الكوفة بعد استشهاد الامام الحسين (ع) سنة 61هـ، وهم محاطون بالحرس ، فنظرت السيدة (عليها السلام) الى دموع اهل الكوفة، وسمعت اصوات بكائهم فلم تنخدع بهذه المظاهر الجوفاء، بل وجهت كلامها جميع الحاضرين هناك، واما الثانية قالتها في مجلس يزيد في الشام امام طاغية آل امية ومن يحيط به من حرس وحاشية وغيرهم من الذين ينتمون الى ديانات اخرى، فوقفت عليه السلام بكل شموخ تصدع بالحق لتدحض الباطل بعد ما رات صنع يزيد وقوله. ونظرا لاختلاف المقام التخاطبي وطبيعة المتلقين في كلتا الخطبتين اولا، وما تميزت به الخطبتان من الفصاحة والبلاغة فضلا عن المسحة السياسية والدينية المتجهة لمقارعة التي الظلم في اصعب الظروف واخطرها، فقد جاءت الدراسة لتكشف عن الكيفية استعملت فيها اللغة في ضوء نظرية الافعال الكلامية التي تعود بذرتها الاولى الى الفيلسوف اوستين (ت: 1960) وطورها بعده تلميذه سيرل (ت: 1969) وهي واسلوب من اهم نظريات التداولية، ثم رصد التباين بين انجازية الفعل الكلامي تقديمه في الخطبتين. بدا البحث بتقديم نظرة عامة عن النظرية من حيث المفهوم والاجراء، ثم اختيار امثلة تطبيقية من كلتا الخطبتين وتحليلها على وفق اركان الفعل الكلامي الاربعة: فعل القول، والفعل القضوي، والفعل الانجازي، والفعل التاثيري، موضحا اثر فعل القول في تكوين الفعل الكلامي وما يصحبه من قوة انجازية تتماشى مع تصنيفات افعال الكلام الخمسة: الطلبيات، والايقاعيات، والاخباريات، والتعبيريات، والالتزاميات.