عنوان مقاله :
خصائص الرسم في العصر الفاطمي
پديد آورندگان :
جبر, علي شريف جامعة البصرة - كلية الفنون الجميلة - قسم الفنون التشكيلية
چكيده فارسي :
تعتبر الحضارة الفاطمية من اكثر الحضارات الاسلامية ازدهاراً وتطوراً وقد اشار الى ذلك القاصِ والدانِ وذلك بالنظر الى المنجزات الحضارية الكبيرة التي تحققت اذ بان حكم الفاطميين ، فقد شهدت الدولة الفاطمية تاسيس اول الموسسات العلمية وفي كنف هذه الدولة عاش العلماء الذين نهلت من علومهم اوربا كثيراً وعلى مدى ثلاثة قرون. كما ان مكتبة الدولة الفاطمية كانت ضخمة جداً الى الحد الذي اثار اعجاب وانبهار الكثير من المورخين وفي مقدمتهم المقريزي ولعل ابرز ما يميز الفاطميين عن غيرهم انهم لم يرغموا الناس على التمذهب وفق مذهبهم فكانت الدولة الفاطمية واسعة بحيث اتسعت الى كل الناس على اختلاف مشاربهم وقد سجل التاريخ ان الفاطميين هم الذين اسسوا وبنوا مدينة القاهرة ، وقد امتدت رقعة الدولة الفاطمية من جنوب اوربا الى بلاد المغرب وشمال افريقيا وبلاد الشام والجزيرة العربية فكان للدولة الفاطمية حضوراً واضحاً وبارزاً في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والعسكرية والثقافية . وبطبيعة الحال قد تخلل هذا التطور الحضاري الملموس تطوراً في مجال الفنون وبضمنها الفنون التشكيلية . فترك لنا الفاطميون صروح معمارية لازالت شامخة لحد الآن مثل مدينة المهدية في تونس والجامع الازهر في القاهرة وجامع الحاكم والكثير من المشيدات المعمارية التي عكست تطور فن العمارة في ذلك العهد وقد تضمنت تلك الاشكال المعمارية اعمال فنية مختلفة كان بضمنا الرسوم الجدارية وقد كان ذلك في القاهرة كما ان هناك رسوم جدارية عديدة في كنيسة القصر الملكي )كابيلا بلاتينا( Capella palatine التي تقع في مدينة باليرمو في جزيرة صقلية جنوب ايطاليا . حيث كانت تلك الجزيرة تحت حكم الفاطميين لمدة 90 عاماً فضلاً عن رسوم كثيرة على قطع النسيج ورسوم كثيرة على الاواني الخزفية المعروفة بالاواني الخزفية ذات البريق المعدني والتي اشتهر بها العصر الفاطمي اما بالنسبة للمنمنمات فقد كانت كثيرة جداً حيث ذكر ذلك الكثير من المورخين وفي مقدمتهم المقريزي . وبذلك شهد العصر الفاطمي رسوم كثيرة ومتنوعة لذا هدف البحث الحالي الى :تعرف خصائص الرسم في العصر الفاطمي . وقد اتبعت الطريقة التاريخية في جمع المعلومات في الاطار النظري ، والمنهج الوصفي في مجال تحليل الاعمال الفنية واستخراج النتائج ومناقشتها ، قام الباحث بجمع المعلومات الفنية التي تقع ضمن موضوع البحث . وبالنظر لكثرة عدد اللوحات الفنية التي تمثل المجتمع الاصلي . فقد تم اختيار عينة ممثلة بطريقة منظمة وقصدية ، وان تكون اللوحات الفنية منفذة بتقنيات واشكال مختلفة ، حيث تضمنت رسوم جدارية ورسوم على الاواني الخزفية ورسم على قطعة نسيج وبذلك بلغ عدد العينات 14 عينة . وتوصل الباحث الى عدد من النتائج التي حققت هدف البحث وهي كما ياتي :- عرضت الرسوم الفاطمية منهجاً واقعياً يساعد على التعرف على الحياة اليومية ، حيث عكست بعض الاعمال مشاهد تعطي تصوراً واضحاً عن الحياة الاقتصادية السائدة وهي حياة الترف والازدهار الاقتصادي وهذا ما نلمحه في ازياء الناس الذين يرتدون ملابس فاخرة ومزينة باشرطة الطراز ، كما عرضت الاهتمام بالموسيقى وهو ما يدل على الترف الثقافي النابع من الترف الاقتصادي كذلك الاهتمام بالبحث العلمي اضافة الى مشاهد الفروسية والحرب والصيد والرياضة ، وتفاصيل الحياة اليومية الاخرى فضلاً عن اشكال الحيوانات في تلك الفترة . واتسمت الرسوم الفاطمية بالتسطيح وخلوها من العمق من خلال عدم اظهار تاثيرات الضوء والظل اضافة الى عدم الاهتمام بالمنظور عدا بعض الاشكال التي عكست تعاملاً جيدة مع المنظور . كما اتسمت الرسوم الفاطمية بالتبسيط والاختزال وعدم الدقة في رسم جسم الانسان ورسم الملابس بشكل خالي من الطيات ومزين بوحدات زخرفية متشابهة واستخدام خطوط قوية وواضحة في تحديد معالم الاشكال ، وقد عرضت الرسوم الفاطمية التعبير عن حركات مختلفة لجسم الانسان . كما اتسمت برسم وجوه الاشخاص بشكل مميز بعيون واسعة وحواجب كثيفة واستخدام الوان زاهية وجميلة اضفت تنويعاً لونياً جميلاً . كما اظهرت الرسوم الفاطمية امكانية واضحة في رسم الحيوان وعلى نحو صحيح من ناحية النسب والتشريح كما في رسم الجمل والحصان والغزال . كما تضمنت الرسوم الفاطمية اشكال خرافية مركبة . كما لوحظ استحضار زخارف كتابية من الخط الكوفي المورق والذي اشتهر به العصر الفاطمي . وقد عكست الرسوم الفاطمية التاثر برسوم سامراء من خلال استخدام الوشاح الذي ظهر في رسوم سامراء كذلك استخدام تقنية طيات الملابس التي تتجمع على شكل خطوط عند نقطة واحدة ثم تشع تلك الخطوط والتي تساعد على منح الاشكال تجسيماً وعلى نحو محدود فضلاً عن استخدام الشريط الذي يتضمن حبات اللولو واستخدام الزخارف النباتية . كما اظهرت الرسوم الفاطمية التاثر بالرسوم البيزنطية من خلال استخدام الهالات الدائرية خلف رووس الاشخاص فضلاً عن التاثر بالتقاليد الفارسية في الرسم من خلال استخدام موضوع الشاب او الرجل الجالس وبيده الكاس .
عنوان نشريه :
نابو للبحوث و الدراسات