دور القناع في الاداء المسرحي (الكوميديا دي لارتي)انموذجا

لكل انسان حياته وعالمه الخاص وصوته الذي يميزه ويتميز به وقناع يكتسبه ويلصق به وتحفر ملامحه على وجهه بمرور الزمن لتترك عليه كل لحظة تغيرات جزئية مجهرية، قناع يظهر به على الناس فيوثر ويتاثر . ويعد قناع الكوميديا دي لارتي هو هوية ثقافية قبل كل شيء، ويمتد الى العلاج الجسدي والذهني عندما يعجز اللفظ عن طرد الالام والاوجاع الداخلية فيهتم بالجسد كما يهتم بالروح ويدخل في علاقات فردية ثم ثنائية ثم جماعية، ويساعد في البحث عن الذات وتحريرها وفك رموز عقدتها وتعقداتها . والمتامل في جذور ظهور القناع وانطلاقا من تاريخ عودته للمسرح يضعنا امام تساول كبير، هل انالسحر في هذا الشيء يرجع الى )الاكسسوار( او القناع؟ ومن ثم اللجوء اليه )القناع( حلاًلامكانيته في تغيير الامور والمجريات لفائدة العرض المسرحي من ناحية، ولصالح الممثل من ناحية اخرى، كحل لعجز الجسد عن التعبير، ومن هنا جاءت دراستنا لتبحث في موضوع «دور القناع في الاداء المسرحي » لنتعرف على الجذور التاريخية للقناع واشتغالاته ومدى اقتراب هذا الاداء في الكوميديا «دي لارتي » التي اتخذناها انموذجا للتحليل.