اثر مسرح الطفل في تنمية التوافق الاجتماعي لدى الاطفال المحرومين اسرياً

ان الاهتمام المتزايد والبحث المتواصل في مضمون مسرح الطفل ياتي من وجود خصائص ومميزات فنية علمية خاصة بهذا النوع من الفن المسرحي الذي يرتبط بشريحة الاطفال هذه الشريحة المتفردة في صفاتها وحاجاتها وسلوكها ويمكن القول بان الطفل يقع تحت تاثير اي نشاط اتصالي يكون ضمن عملية التربية والتعليم عبر آليات ووسائل تعمل على بناء شخصية الطفل على وفق منظومة من الاهداف التربوية العامة للدولة والمجتمع والتي من شانها بناء شخصية الطفل. ولعل البحث الحالي يندرج ضمن عملية الاهتمام بدراسة وتحليل شخصية الاطفال لغرض ايجاد الوسائل العلمية التي تجعل من الاطفال افراداً يعيشون ضمن المجتمع الواحد مما يجعل من المسرح خطاباً ذا قدرة اتصالية توثر على الاطفال وتكون عادات وسلوكيات ايجابية وايصال قيم وافكار تساهم في تنشئة الطفل بشكل صحيح. وقد تضمن الفصل الاول مشكلة البحث من خلال التساول الاتي: (كيف تساهم عروض مسرح الطفل في تنمية التوافق الاجتماعي المحرومين اسرياً؟). كما تضمن الفصل على اهمية البحث في انه يتناول احد الوسائل لمعالجة المعاناة النفسية للاطفال المحرومين اسرياً والمشاكل التي يتعرضون لها والسعي لايجاد الحلول لها معالجة حالة الانعزال في شخصية الطفل، كما تضمن الفصل هدف البحث في التعرف على اثر مسرح الطفل في تنمية التوافق الاجتماعي لدى الاطفال المحرومين اسرياً عن طريق اعداد نص مسرحي موجه للاطفال، اما حدود البحث فكانت زمانياً (2009-2010) مكانياً دور الدولة لرعاية الايتام المحرومين اسرياً في مركز محافظة بابل من الذكور والاناث، اما الحدود الموضوعية للبحث فكانت دراسة اثر مسرح الطفل الموجه للمرحلة العمرية من (7-15) سنة من كلا الجنسين ومن المحرومين اسرياً. اما الفصل الثاني فقد تضمن مبحثين حدد الاول منها على مفهوم التوافق والبيئة النفسية للحرمان، اما المبحث الثاني تناول اهمية الدور الاجتماعي والثقافي والتربوي للمسرح الموجه للاطفال وتحديد ابرز وظائفه وخصائصه الفنية، اما الفصل الثالث فقد تضمن اجراءات البحث، ولتحقيق هدف البحث فقد تم عرض فقرات مقياس مفهوم التوافق على الاطفال المحرومين اسرياً في دار الدولة لرعاية البراعم (للاولاد) والبالغ عددهم (19) طالباً ودار الدولة لرعاية الزهور للبنات والبالغ عددهم (15) طالبة ليكون المجموع (34) طالباً وطالبة يشكلون مجتمع البحث وتم تعريضهم للاختبار القبلي ورصدت النتائج ثم بعد شاهدوا عرضاً مسرحياً اعقبها عقد جلسة نقاشية حول العرض وبعدها تم اجراء اختبار البعدي ورصد النتائج وكانت كالآتي: سجل الباحث فروقاً فردية في متوسط درجات اجابات الاطفال (المستفيدين) في دور الدولة للرعاية الاجتماعية بين الاختبار القبلي والبعدي حيث كانت اجاباتهم على الاختبار البعدي توشر على مدى استجاباتهم للعرض المسرحي كما توصل الباحث الى عدد من الاستنتاجات ومنها: 1- التاكيد على اهمية المسرح كوسيلة اتصال جيدة وموثرة لايصال مفاهيم اجتماعية وتربوية تساهم في تطوير وتنمية مفهوم التوافق الاجتماعي للاطفال المحرومين اسرياً.2- اشاع العرض المسرحي المتعة والسرور والترفيه في نفوس الاطفال واكتسابهم عدد من القيم والعادات والتقاليد الايجابية. كما توصل الباحث الى عدد من التوصيات منها: 1- التاكيد على اهمية العروض المسرحية الموجهة للاطفال في موسسات الدولة للرعاية الاجتماعية. 2- التاكيد على تقديم العروض المسرحية التي تهدف الى اكساب الاطفال مفاهيم وقيم تربوية تعليمية اضافة الى مشاركتهم في تقديم العروض لتلبية حاجاتهم وميولهم وتوفير المتعة والتسلية لهم. كما اقترح الباحث على ضرورة اجراء دراسة اثر مسرح الطفل في معالجة السلوك الانعزالي لدى اطفال التوحد. واختتم الفصل بقائمة المصادر والمراجع.