المرجعيات الاسطورية والسحرية في الخطاب المسرحي

الفن نتاج تاملي يحاول الانسان فيه الوصول الى فرضيات لحقيقة الشيء، بمعنى انه يقول شيئاً ما لا تقوله الحياة في الكلمة واللون والشكل، وهي محاولة لمعرفة ذاته بتوظيف المفاهيم الاسطورية في (عملية المحاكاة) (وذلك الكل الفني المتكامل) اي يتجاوز المالوف ويوسس تعالق جديداً بصورة تجمع بين (الذات - الفرد) والتجربة الاجتماعية لتحقيق (النحن) تهدف الى توطيد واستقرار كيانه الروحي بوساطة غزيرة صنع الرمز ، فالصورة في المسرح تاتي حصيلة الالفاظ الحكائية او قصة لاحداث كان يقصها الانسان على جماعته معبراً عنها بصورٍ معبرة محكي دائماً قصة مجتمع وهمومه وتطلعاته وطموحه عبر تركيب متداخل بين (المادة – الفكرة – الفعل) لظهور الدراما. فالوظيفة المرجعية في الحكاية والقصة تمتلك وظيفة ايصالية وجمالية على وفق اسس اشتغالها الخطابي على المتلقي.. وبما ان الفن لا يقدم اصلاً لنا الواقع كما هون وانما يقدم لنا ما يتصاعد على تلمسه فانه ليس انعكاس للواقع بقدر ما هو مفهوم خطاب الانعكاس، فيبدو مستلاً من (المرجع) كوظيفة (محاثية)* فوظيفة الخطاب الفني تستند الى الوصول الى الحقيقة الثانية من الصور اللفظية، اذ تمثل الشكل الذي اصبحت التجربة فيه واعية بذاتها .