المعرفة الادارية وعلاقتها بالابداع التنظيمي بحث ميداني في الشركة العامة لتوزيع الطاقة الكهربائية - الكرخ

ان التطورات الهائلة في قطاعات التقانة والمعلومات والاتصالات وانبثاق ظاهرة العولمة وما نتج عنها من فرص وتهديدات خلال العقود الاخيرة من الالفية الثانية , وازدياد تركيز منظمات الاعمال على بناء ميزة تنافسية لاصول راس المال الفكري في خضم اقتصاد المعرفة كانت بمثابة المحفز ومنصة الانطلاق لثورة المعرفة وادارتها , تلك الثورة التي اطلقت العنان للعديد من الباحثين ليستكشفوا ويسبروا اغوار وخفايا وخصائص المعرفة وادارتها ودراسة انعكاساتها على العديد من الاركان الادارية. كما يعد موضوع الابداع التنظيمي من احد الموضوعات المهمة والمنتشرة في ميادين علم الادارة بشكل خاص , وفي العلوم الاخرى كعلم النفس والاجتماع بشكل عام , على الرغم من انه يعتبر من اكثرها اثارة للجدل , كونه من الظواهر المعقدة بسبب تعدد الاشكال والمخرجات التي يظهر بها , وتنوع طرق واساليب تحقيقه وانجازه , وكثرت العوامل التي يتاثر بها . لقد تبين ان المشكلة الاساسية تكمن في عدم استفادة معظم الشركات العراقية بعد تغييرعام 2003 , من المعرفة ( الظاهرة والضمنية ) المتوفرة لدى القيادات الادارية والفنية فيها , وخاصة الذهنية منها والمعرفة المتراكمة لديهم عن طبيعة قطاع الصناعة الكهربائية , وماهية متطلبات تطويره لتحقيق الابداع التنظيمي . عليه هدف البحث الى اختبار مدى تحديد مستوى اداره المعرفة والابداع التنظيمي لدى المدراء في الشركة المبحوثه , وانطلقت البحث من فرضية مفادها لا توجد علاقه ذات دلاله معنويه بين اداره المعرفة والابداع التنظيمي , وقد شملت عينه البحث (50) مدير قسم ورئيس شعبة في الشركة العامة لتوزيع الطاقة الكهربائية – الكرخ , توصل البحث الى ان مدراء الشركة العامة لتوزيع الطاقة الكهربائية – الكرخ , يمتلكون مستوى من المعرفة الضمنية والظاهرة بشكل مقبول , ولكن الضمنية بنسبة اقل من الظاهرة , واوصى البحث الى ضرورة استثمار المعرفة الضمنية للمديرين في تحويلها الى معرفه ظاهرة من خلال تحفيزهم لاظهار قدراتهم العقلية والذهنية وخبراتهم عبر الحوار والتدريب المباشر وتحويلها الى معرفة موثقة وخاصة في ظل الظروف المتغيرة التي يمر بها البلد .