صراع الآلهه مع البشر في المعتقدات المصريه القديمه

شكل الدين في حياه الانسان جانباً اساسياً وجوهرياً لاسيما مع وجود الظواهر الطبيعيه التي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بحياه الانسان وسلامته ، ومع بروز فكره الاله الخالق فضلاً عن فكره التعدديه (اي وجود اكثر من اله) تبعاً لتعدد الظواهر الطبيعيه نجد الانسان مرغماً على طاعه واسترضاء الآلهه التي كانت هي المتحكمه بمصيره . لقد انتشرت تلك الفكره في مختلف البلدان مع تقدم او تاخر حضارتها ومن بين تلك البلدان مصر القديمه ، اذ كان المصريين القدماء يخشون الاله ويجلونه لاسيما بوجوده معهم في العالم الدنيوي متجسداً بشخص الفرعون الحاكم ، الا اننا نجد في بعض الاحيان صراعات تبرز يكون اطرافها الآلهه والبشر ومنها على سبيل المثال اسطوره دمار البشريه التي نستنتج منها ان انتقام الاله الخالق في تلك الاسطوره قد اتخذ ثلاث مراحل الاولى حينما نصحته الآلهه بان يرسل على هيئه تفنوت ويعتقد ان تلك المرحله كانت مجرد ارهاب لاعداء الاله من البشر لذلك لاذوا بالفرار دون ان يحدث لهم شيء ، وربما كان ارساله لعينه في تلك الهيئه السامه كان متوافقاً مع عدم رغبته في قتل البشر ورحمته بهم وحينما ارادت الآلهه والاله (رع) الذي استمع لنصحهم الانتقام الفعلي من البشر ، كان لابد ان يتم ذلك على يد آلهه اكثر شراسه . يتضح مما سبق ان صراع الاله الخالق مع البشر بسبب اخطائهم الى ما تميز به الاله الخالق من رحمه وتسامح تجاه البشر ، وهذا ما يتضح في رحمته في العديد من المواقف حينما امر المجمع الالهي بان ياتوا في سريه تامه بحيث لا تخلع قلوب البشر ثم في تصديد لابنته الالهه (حتحور) حتى لا تهلك البشريه . ونلحظ من التماثل الحاصل في العديد من النصوص العراقيه القديمه التي تشير الى انتقام الآلهه وصراعها مع البشر متجسده في العقاب الظالم الذي اقره الاله (انليل) على مدينه اور التي لم ترتكب ذنباً واضحاً يكون سبباً للانتقام الالهي ويكون بذلك قد اقدم على اولى خطوات الصراع مع الاله (انليل) ، فقد كان الانتقام فقط من اجل تنفيذ مشيئه الاله (انليل) ، هذا ما تميزت به معبودات بلاد الرافدين بميلها الى العنف والانتقام نتيجه لطبيعه البلاد وما يسودها من قلق واضطراب انعكس على نظره الآلهه فيها .