رمز التّأريخ والإنسان في قصيدة طفلٌ تيتّم مرّات لجمال نصّاري

بات الرمزُ وسيلة فنيّة يوظّفها الشّاعرُ كي يعزفَ علي أوتارها الرمزيّة أغنيةَ التأثير والتجسيد الجمالي وينسج صوراً توّاقة إلي الإستتار خلف جدار الكشف وواحات الإيحاء وتجارب الدّلالات الحدسيّة الدفينة ومن الواضح أنّ الشّعراء في العالم من قديم الزمان إلي يومنا هذا،كانوا يلجأون إلي توظيف الرموز في أشعارهم وفي الواقع خلف هذه الرموز المستخدمة، معانٍ مستترة، فعلي الباحث الوصول إليها وذلك لايتيسر له إلامن خلال البحوث العميقة لهذه الأشعار، وتتّضح لنا أهميّة هذه الرموز عند الشّعراء المعاصرين جليّاً بحيث إنّهم يُكثرون من توظيف هذه الألوان الشّعرية للتعبير عن مكنوناتهم النفسيّة، وهكذا بالنسبة إلي الشّعراء الإيرانيين العرب في خوزستان، فقد وظّفوا طاقاتهم الإيحائيّة الرمزيّة في أشعارهم ونهلوا من التراث الأدبي التاريخي الإنساني كلّ ما يستنزف القوي الإبداعية، ليرووا بها قصائدهم ويستثيروا باطن النص ليزاوجوا بينه وبين عالم اللّاشعور المكبوت في حمم الرمز التي تلتهب بين ثنايا القصيدة لتختلج أعماق الفكر وخفايا النفس وانفعالتها. وأما فيما يتعلّق بهذا المقال فهو يهدف إلي أن يسلّطَ الضوء علي الرموز التّاريخية والإنسانية الموجودة في هذه القصيدة، مع التطرّق إلي قصيدة النثر في خوزستان، ورائدها الشّاعر جمال نصاري بحيث اعتمد هذا الشاعر في قصيدة طفل تيتم مرات علي تقنية التناص و رمزيّة الإنسان والحدث السياسي وارتباط هذا الحدث بالزمن السياسي ومن أهم الأزمنة التي تطرق إليها هي الحرب الإيرانية/ العراقية والإحتلال الأمريكي للعراق والعدوان الإسرائيلي علي الجنوب اللّبنانيّ. فضلاً عن ذلك اتّخذ جمال نصاري الأدباءَ كرموز وممثّلين لبلدانهم مثلاً يرمز السّياب إلي العراق و جبران خليل جبران إلي لبنان ومحمود درويش إلي فلسطين. وأخيرا اعتمد هذا البحث علي المنهج الوصفي- التحليلي مبيناً رؤية الشاعر حول الإنسان والحياة.