أسباب الالتزام الديني ومظاهره في ديوان علي بن خلف الحويزي

الالتزام ظاهرة لانستطيع نحدّدها على تاريخ أو مجتمع خاص بل إنّها ظاهرة متفشّية طيلة العصور في جميع المجتمعات وظهرت بأشكال مختلفة وأنواع مختلفة إلّا أننا نشهد لظهورها ضعفا وقوّةً حسب مقتضيّات الزمن، بيد أنّ هذا الالتزام لم يكن معروفاً عند الشعراء القدماء كما نعرفه اليوم بحيث أنّ الشاعر الملتزم يخضع لأسس ومبادئ بل كلّ ما هنالك أنّهم كانوا يلتزمون بالقبيلة والدين و...، والالتزام يعني مشاركة الشاعر في هموم الناس الاجتماعية والسياسيّة والوطنيّة، ومن هؤلاء الشعراء علي بن خلف الحويزي الذي كان من أبرز شعراء الأهواز في القرن التاسع الهجري وهو الذي تفجّرت طاقته الشعريّة واتّخذ الشعر وسيلة يدافع بها عن مبادئ دينه حتّى حفل شعره بشتّى المظاهر الدينيّة وقد وظّف هذا الشاعر ظاهرة الالتزام في أشعاره. يهدف هذا البحث إلى دراسة أسباب الالتزام الديني ومظاهره في ديوان علي بن خلف الحويزي والمنهج الأسلوبي الذي اعتمدت عليه هذه الدراسة منهج وصفيّ- تحليليّ. هذا البحث سيعالج الالتزام عند الشاعر وحياته والملامح التي كان لها دور مميّز في الالتزام الشاعر كالإمور السياسيّة والاجتماعيّة وبعد ذلك يتطرّق إلي أهمّ الملامح الأسلوبيّة في تعبيره عن حالات الالتزام. ومن أهمّ النتائج التي وصلت إليها هذه الدراسة: أنّ الشاعر رغم منفاه في بلاد الغربة كان متعلّقاً بأهل البيت، ومع كلّ الهموم التي واجهها بقي محبّاً ملتزماً بمعني الكلمة وكان أسلوبه في التعبير عن هذا الالتزام بسيطاً. القصائد التي تجلّت فيها هذه الظاهرة فهي تلك القصائد التي أنشدها في سني اعتقاله وجاءت تحمّل شكواه وآلامه وأهدافه.