شُعراء العربيّة بلِنجَة في العَصر الحديث واتجاهاتهم الفكريّة والعقائديّة

إنّ الأدب العربيّ في العصر الحديث بإيرانَ من الموضوعات التي لم يدرسها الباحثون المعاصرون إلّا نادرًا، ولاسيّما فيما يتعلّق بالأدب العربي في المناطق الحُدوديّة. ويظهر من طريقة معالجتهم هذا الموضوعَ أنّ عدم وجود أدب عربيّ في إيران، في هذه البُرهة، أمرٌ بديهيّ لانقاشَ فيه؛ إلّا أنّنا نري، ومن خلال تتبّعنا في المصادر المعاصرة، أنّ الأدبَ العربيّ بصورة عامّة، والشعر العربيّ بصورة خاصّة، في إيرانَ الحديثة، موضوعٌ يستحقّ البحث، خاصّةً بين الشعوب العربيّة جنوبيّ البلاد. ومن هذه المناطق ميناء لِنجَة علي ساحل الخليج الفارسي، وتتميّز هذه المنطقة بأغلبيّتها السّكّانيّة السُّنّيّة. وفي هذا البحث، نريد أن نتعرّف علي شعراء لِنجَة العرب وبعض أعمالهم الشعريّة، كما نُشير إلي انتماآتهم الفكريّة والعقائديّة، وهذا الأخير بالذات، فقد شجّعنا أكثر لدراسة هؤلاء الشعراء؛ لأنّ أكثر شعراء العربيّة في العصر الحديث بإيران من الشيعة الإماميّة؛ إلّا أنّ شعراء لنجة فأغلبيّتُهم من المذهب الشافعي. ويمكن للبحث أن يُظهر لنا عوامل مؤثّرة في الشعر العربي بإيران غير التي نجدُها في المناطق الأخري. ونعتمد في دراستنا علي المنهجِ التاريخيّ. وذلك وفقَ المنهجِ التاريخيّ. وجدنا خمسةَ عشرَ شاعرًا جُلّهم من أبناء لِنجة، إلّا شاعرًا واحدًا وَفَدَ إليها من البحرَين، وهو عبدالله الذَّهَبَة. وكلّ شعراء لِنجَة من أهل السنّة، ما عدا عبدالله الذَّهَبَة، وهو عالم شيعيّ.