التحليل السيميائي لقصيدة «الشهداء» للشاعر السعودي غازي القصيبي

إنّ في الأدب وخاصةً في الشعر غموضاً أو بمعني الآخر وجود الغائب الذي يكون حاضراً وهذا الغموض لايعني عدم فهم النص، بل يحتاج إلي القراءة العميقة علي منهجٍ خاصٍ لكي يوضح المعاني الغامضة في الشعر، التي لم تكن لتظهر إلّا بالإستدلال، وهناك علمٌ ينقلنا من المعني العام والظاهر في الشعر إلي العلامات والإشارات فيه، وهو علم السيمياء الذي يضعنا في الطريق للوصول إلي غاية الشاعر. بما أنّ لأدب المقاومة في عصرنا الحاضر دور هامٌ لعدة أسباب منها هيمنة الدول الغاصبة وظلمها للمسلمين وإحتلال أراضيهم، فقد قام كثير من الشعراء العرب بأداء واجبهم وأنشدوا أشعاراً في رد ظلم الغاصبين وتشجيع الأمة ورثاء الشهداء والدعوة إلي المقاومة، ولهذا لم يغفل الشاعر السعودي غازي القصيبي من هذه المهمة وأنشد قصيدة حول الشهداء. نحاول في هذا المقال أن نلقي الضوء علي هذه القصيدة خلال منهجٍ وصفي وتحليلي تركيزاً علي السيميائية. تدل بعض النتائج أن ّدراسة السميائية تساعد علي وضوح الجماليات الخفية في هذه القصيدة، مثل مخاطبة الشهداء بدلاً من الأحياء، والدعوة إلي المقاومة، وتعظيم العمليات الإستشهادية التي تحضي بقبول الآخرين.