تعيين الأصالة فيما بين «عجائب الهند» و«الصحيح من أخبار البحار وعجائبها»

تمثّل هذه المقالة ردّاً لِما ادّعاه الكاتب يوسف الهادي وما نشرته جريدة الحياة معنونة « عجائب الهند للأوسي السيرافي وليس لبزرك بن شهريار». ففي عام 2000 الميلادي، وبعدما طُبِعَت مخطوطة «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» طبعة مصوَّرة، نشر الكاتب العراقي مقالته المشار إليها زاعماً أن موسي بن رباح هو المؤلف الحقيقي لـ «عجائب الهند» ومُعلِناً إنكاره لشخصية بزرگ بن شهريار. وفي خطوته التالية انتزع يوسف الهادي كتاب «الصحيح مِن أخبار البحار وَعَجائبها» لكاتبه موسي بن رباح السيرافي من طيّات «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» ونَشَرَه مستقلّاً كي يُجَسِّد رأيه بين يدي الدارسين. تُحاوِلُ هذه الدراسة الوقوف عند بعض الشواهد اللغوية وغيراللغوية والمعلومات التاريخية تابعة المنهج الإستردادي وأيضاً المقارنة بين النّصَّين من حيث الاختلافات ونوعها للكشف عن الحقيقة وبعد كل هذا الجهد وَصَلَت إلي أنّ ما فعله موسي بن رباح هو أنه جني من كتاب «عجائب الهند» ما اعترف بصحّته وأدخل بعض التصحيحات عليه ثمّ أعطاه اسماً آخر يدل علي ما فعله و هو «الصحيح مِن أخبار البحار وَعَجائبها».