رثاء الإمام الحسين (ع) في شعر الفقيه السيّد محمّد علي العدناني

مما لاشك فيه أنّ الرثاء له مكانة خاصة في الشعر العربي، حاله حال المدح والهجاء. لكن دوحة الرثاء لم تتغذّ في تاريخها بقدر ما تغذّت بعد استشهاد الإمام الحسين(ع) وأصحابه. لقد صار الرثاء بعد تلك الواقعة المؤلمة صادق اللهجة أكثر من ذي قبل، ثمّ عظمة المرثي ومظلوميته جعلته أن يقع في محله ويفخم أي تفخيم؛ فبرع فيه شعراء كانوا هم من شيعة أهل البيت؛ مثل الحميري والشريف الرضي وغيرهما. إلي أن جاء دور شعراء خوزستان فأبلوا بدورهم بلاءاً حسناً. فهذا السيّد العدناني يقدّم لنا نموذجاً ممتازاً من الرثاء جُلّه في موضوع واقعة الطف. أمّا نحن في هذا البحث نبتغي دراسة موضوع الرثاء في شعره؛ لا سيّما. ففي دراستنا هذه لشعره الجميل ورثاءه الحار اعتمدنا علي المنهج الوصفي التحليلي، وقسّمنا مواضيع الرثاء في شعره ثمّ استخرجنا مواطن الجمال فيه إلي أن خلصنا إلي النتيجة وأشرنا إلي ميزات رثاءه الأساسيّة.