توظيف الكلمات الفارسية في معجم جمهرة الامثال الشعبية لعبد الرحمن التكريتي

الأمثال بصفة عامة جزء من حياة الأمم والشعوب، نستلهم منها التاريخ وتتضمن الموروث وتعبر عن الفكر والثقافة، ولذلك نجدها عنصراً مهماً في الدراسات الأدبية والدراسات الأنثولوجية. وقد ألّف أسلافنا فيها المؤلفات ككتاب (الأمثال) للمفضل الظبي، و(مجمع الأمثال) للميداني، و(جمهرة الأمثال ) للعسكري، ثم ظهر بعد ذلك نمط جديد من الأمثال نتيجة لاختلاط العرب بالأمم الأخرى وتلاقح الثقافات أطلق عليها الأمثال المولدة منها ما صنفه الثعالبي والخوارزمي وغيرهم، وأما في العصور المتأخرة فقد جاءت الأمثال الشعبية ممثلة لصوت الشعب الذي يدل على أحواله ووسيلة تعبيره وتفكيره التي كان لها شأن عظيم في الدراسات التي تناولت أحوال الشعوب وثقافتها، لاسيما في الدراسات الاجتماعية والتاريخية واللغوية، والأمثال الشعبية بصفتها جزءاً من الأدب الشعبي نجدها مؤثرة في غيرها من الأجزاء الأخرى فالشاعر يضمنها في شعره والحكواتي يستخدمها في حكاياته؛ من هنا اهتم بها الباحثون في الأدب الشعبي وألفوا فيها المؤلفات، ولعل أبرزهم هؤلاء من العراق أنستاس الكرملي، والتكريتي، وجلال الحنفي، وعبود الشالجي وغيرهم. لقد حظيت الأمثال الشعبية بعناية، لاسيما عند العرب والايرانيين والغرب على حد سواء، ولعل عناية الأدباء العرب بهذا الشكل التعبيري كان لها طابع مميز، نظرا للأهمية التي يكتسيها المثل في الثقافة بجميع أنواعها. ولعل كتاب معجم جمهرة الامثال الشعبية لعبد الرحمن التكريتي من أهم تلك الكتب حيث يقع في ستة مجلدات تناول اكثر من 6500 مثلا وفي ابواب مختلفة ونظرا لقرب الجارة العزيزة ايران من العراق ولكثرة الزوار الايرانيين لعتبات اهل البيت عليهم السلام، فقد تأثر المثل العراقي وحتى اللغة العربية في العراق باللغة الفارسية، وقد تناولنا في بحثنا المتواضع الكلمات الفارسية المستخدمة في الامثال الواردة في هذا المعجم ودار بحثنا في ثلاثة محاور، تناولنا في الأول اهمية ؤدب الامثال، وفي الثاني تعريف بمنهجية معجم جمهرة العرب، وفي الثالث توظيف الكلمات الفارسية في معجم عبد الرحمن التكريتي.