إشراقات رموز المقاومة في شعر سعيد بوسامر (ديوان عُد يا مطر نموذجاً)

للتعبير عن مضامين المقاومة، اعتمد الشعراء المعاصرون في نتاجاتهم الأدبية علي لغةٍ موحيةٍ ذات زخمٍ دلالي يشدّ الملتقي ويدفعه نحو التفاعل مع ثيمة النص وفكرته. واللغة الشعرية الموحية لم تغفل الرمز وطاقاته الشعورية. والشاعر الأهوازي سعيد بوسامر من الشعراء الحداثيين الذين استأثرت نتاجاتهم الشعرية بقدرٍ كبير من العناية والاحتفاء في استخدام الرموز بفنيّةٍ ووعي تام. إنّنا في هذه الدراسة سنسلط الضوء علي ديوانه الثاني الموسوم بـ عُد يا مطر ؛ وقد اجتمعت في هذا الديوان حصيلة كبيرة من الرموز أبرزها لفظة المطر التي جاءت في العنوان، وألفاظ أخري تتوزّع في صفحات الديوان كالعصافير، والنوارس، والنخلة، ونهر كارون، والشمس، والفلّاح، والتفاحة، والنمل، والليل، وتموز، وشخصيات كالامام الحسين، الحوراء زينب، حرملة بن كاهل، المسيح، يوسف، غاندي، زنوبيا، عنترة العبسي؛ هذا وقد استخدم أيضاً مفردات مستوحاة من عمق ذاكرة التراث الشعبي كـ الشفلح البري . فهذه رموز تحمل في طيّاتها مدلول الحياة والأمل والوطنيّة والتطلّع نحو المستقبل، وتستمدّ دلالاتها وحياتها من خلال السياق التي ترد فيه. هذه المقالة التي إعتمدت في خطتها علي المنهج الوصفي– التحليلي، سوف تتطرّق إلي أبرز رموز المقاومة التي اتّخذها الشاعر للتعبير عن فكرته ورؤيته، وسنسعي جاهدين إلي فكّ مغاليقها الدلالية والإيحائية. توصّل البحث إلي نتائج أهمّها: إنّ سعيد بوسامر شاعرٌ حداثي ملمّ بالتقنيات الشعرية الحديثة التي ترتقي بقصيدة النثر إلي مكانتها الساميّة، وللتعبير عن فكرة المقاومة والتصدّي للآخر استخدم جملة من الرموز الفاعلة المفخّخة بالدلالات والإيحاءات، وقد اعتمد علي هذه الرموز لتخطّي الواقع الذي لا يتيح له التعبير المباشر أو رغبة منه في دفعِ المتلقي للتعالق والتشابك مع شفرات النص، فهو لم يقدّم الثيمات بشكل جاهز للمتلقي بل يحاول أن يعتمد علي لغةٍ موحيّة وتقنيات فاعلة بامكانها أن تساهم في ترسيخ الفكرة في ذهن المتلقي بشكلٍ فني ومثير.