التيارات الفكرية الإيرانية و العربية المتعدّدة؛ خطوة أولى نحو الحوار

إنّ واقع النزاعات الداخلية المرير الذي تعيشه الساحة الإسلامية اليوم دفع الكثير من المفكرين إلى التأمّل و التوقّف عند هذه المسألة، و لم يجدوا غير الحوار بديلاً للخروج من هذه الأوضاع السائدة. نحاول في هذه الورقة مناقشة مفهوم الحوار و بعض خصوصياته بالاستناد إلى مقولة التجربة المعاشة (Lived Experience)، و بعد ذلك نبيّن أهمية الحوار العربي - الإيراني و توافر الظروف المساعدة على إنجاحه و إمكان تعميم هذا النموذج الحواري على بقية أنواع الحوارات في الأمة الإسلامية، و من ثمّ نستعرض ينبغيات الحوار لنتناول قضية معرفة كل طرف للآخر بصورة خاصة بوصفها الخطوة الأولى على طريق الحوار، و نطرح اقتراحاً بأن تستند التيارات الفكرية في العالم العربي و إيران في هذه المعرفة إلى خمسة مقومات هي: الجينالوجيا و الموقع و الأسس الفكرية و الدينية و القاعدة الاجتماعية و الموقف إزاء القضايا الجوهرية للأمة الإسلامية، و أن يتعرّف بعضها على بعض من زاويتي النظر إلى الذات و النظر إلى الآخر. و رأينا أنّ هذا يقتضي استحداث أمانة عامة في إحدى المؤسسات التي تحظى بثقة المفكرين في العالم الإسلامي.