عِبرت نائيني والشعر العَرَبي في عَصر القاجار

عادةً ما لا يركّز مؤرّخو الأدب العربي، ومُعظَمُهم من العرب أنفسهم، على تاريخ الأدب العربي في البُلدان غير العربيّة، بما في ذلك إيران. ومن هذا المنطلق، فإنّ الاهتمامَ بهذا الأمر، ولا سيّما الأدب العربي بإيران في القُرون الأخيرة، يَحظى بمكانة خاصّة. يُعتبر عَصر القاجار في إيرانَ من حيثُ جوُّه الديني من أهمّ المراحل في تاريخ الأدب العربي بإيران. وفي ضَوء معلوماتنا القليلة عن الأدب العربي في هذا العَصر، سنُحاول في هذه المقالة تسليطَ الضوء على جوانب من الشعر العربي لشعراء إيران في هذه الفَترة من خلال بعض كُتُب التراجِم الخاصّة بها والتي ألّفتْ على يد عِبرت نائيني. ولهذا الغَرَض لجأنا إلى المنهج التاريخي. وقد اتّضحَ لنا من خلال هذا البحث أنّ مُعظَمَ شعراء العربيّة في عَصر القاجار في إيران هُم من العُلماء والفُقهاء. بالإضافة إلى ذلك، اتّضحَ أنّه كان هناك في هذه الفَترة غَرَضان جديدان نسبيًّا في الشعر العربي في إيران لم يكونا موجودَين خلال العَصر الصَّفَوي إلى الزندي؛ يتمثّلُ أحدُ هذَين الغَرَضَين في مدح المهدي المنتظر(عج)، والآخَر هو مدح ناصرالدين شاه وبعض الساسَة والوُلاة في عَهده.