دراسة أسلوبية لـ «قصيدة يا لثارات الحسين (ع)» للشاعر أبي الفضل الطّهرانيّ

هناك إقبال واسع من قبل الشعراء الإيرانيين علي الأدب الملتزم بحبّ أهل البيت (ع) من العصور الغابرة حتي الحاضر. وحبّ الإمام الحسين (ع) أكثر ظهوراً من بين أهل البيت (ع) في آثار هؤلاء الشّعراء. أبوالفضل الطّهرانيّ أحد هؤلاء العباقرة الّذين لديهم روائع من أدب الطفّ. قصيدة «يا لثارات الحسين (ع)» من قصائد كتبت في الإمام الحسين (ع) وكارثة كربلاء. أهمّية التحليل الأسلوبي لهذه القصيدة والجماليات العالقة فيها حثّتنا علي تحليلها. عالجت هذه المقالة قصيدة «يا لثارات الحسين» متبنّية المنهج الوصفي – التحليلي بناءً علي نظرية الأسلوبية الإحصائية. في المستوي الصوتي تحدّثنا عن الأصوات المجهورة والمهموسة وحروف القوافي وعلاقتها مع الخطاب الرثائي. بالنسبة إلي المستوي المورفوتركيبي فركّزنا علي دراسة التعريف والتنكير، والصّيغ الصرفية المستخدمة وأفعال الماضي والمضارع والمستقبل، وجموع القلّة والكثرة و... عن طريق الإحصاء، فأغلب الأوزان الفعلية المستخدمة جاءت مجردة مفتوحة العين، الّتي توحي بخفّة الأسلوب في المرثية. والأفعال المضارعة أكثر تواجداً حيث تدلّ علي خلود الإمام وحضوره في قلب الشّاعر. وجموع القلّة والكثرة تدلّ علي الصراع المتواصل بين الأخيار والأشرار. وفي المستوي الدّلالي بحثنا عن الحقول الّتي تكوّنت منها هذه المرثية مثل: حقل الجريمة الّذي يجسّد غضب الشاعر وامتعاضه تجاه الأعداء، والحقل الدّيني يمثل ذروة تقدير الشّاعر تجاه الإمام وأهل بيته، وحقل الألم الّذي يجسّد معاناة الشاعر وويلاته تجاه أفظع الكوارث، وحقل الزمان الّذي منح النصّ الشّعري طابعاً من الحكمة، وحقل المكان الّذي يوحي بحزن الشاعر للأماكن الّتي ترمز للإمام الحسين (ع).