شعرية الهايكو في شعر عبد الكريم كاصد

نجد شعرية قصيدة الهايكو عند الشاعر عبد الكريم كاصد، تمتاز بالتجديد في الشكل المنفتح على كل متغيرات الحداثة الشعرية، وهي تعبر عن علاقته الوطيدة باللغة الشعرية المتنوعة والحياة التي عاشها الشاعر، من خلال تفاعله مع الوجود والحياة التي بدأت لديه منذ أن بدأ بكتابة الشعر، شكّل نص الهايكو امتداداً للقصيدة النثرية من خلال تنوع شكلها ومضمونها وإيقاعها وانفتاحها على فضاءات وتقنيات جديدة لم يعرفها الهايكو العربي، فأصبحت نصوص الهايكو تتحدث عن مواضيع عدة وبصورة مجازية ومكثفة وعميقة الدلالة، من خلال استعمال الوزن والقافية، وتنوع أساليبه البلاغية التي ميزته بكتابة النص المفتوح، هذا التنوع الذي أدخله الشاعر إلى نص الهايكو أضاف لهذا اللون الشعري صورة هايكوية جديدة ميزته في كتابة نصوص الهايكو، وأضافت للشعر العربي لوناً شعريا جديداً خلال تفاعله مع تراث وثقافة شعوب أخرى متجاوزة اللغة والحدود التي تفصل بين هذه الشعوب لفضاءات حضارية واسعة تشترك فيها كل الإنسانية من خلال إعادة تشكيل الحياة والذات والوجود، بفلسفة شعرية عربية جديدة. عالجوا الباحثون شعرية الهايكو في شعر عبدالكريم كاصد بمنهج وصفي- تحليلي و تشير نتائج هذا المقال إلي أن ثقافة الشاعر وموسوعيته أضفت على شعر الهايكو تنوعا موضوعياً في نصوصه من خلال امتزاجها مع القصيدة النثرية والقصيدة القصيرة والزهيريات وتعدد الأشكال الشعرية عند الشاعر أضاف لقصيدة الهايكو تميزاً عن باقي الأشكال الأخرى من خلال اغتنامه للحظة المشهدية والتبصر التي تنظرها عين الشاعر في المناخات التي تحيط به.