الخطاب السياسي، لآية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر في الأفعال الكلامية

إذا كان موضوع الخطاب السياسي في العصر الحديث والمعاصر قد شكّل محور اهتمام الباحثين والدارسين والمهتمين من جانب المجتمع بمختلف أصنافه وانتماءاته، فإن مقاربته لسانيًا أصبحت ضرورة ملحة لفهم كيفية توظيف المؤسسات الدينية لهذا الموضوع لإثبات صحتها، وتحقيق أهدافها وغاياتها وتأثيرها السياسي على المجتمع، وفي هذا السياق، تتناول هذه الدراسة موضوعة الخطاب السياسي ضمن آليات اللسانيات التداولية ليكون مجالًا مهمًا في عملية التواصل السياسي العالمي المعاصر من منظور نظرية أفعال الكلام، بتطبيق مفاهيمها الأساسية في تحليل نموذج خطابي يمثل مؤسسة الحوزة الدينية من وجهة نظر سياسية. وقد لجأنا إلى هذه النظرية باعتبارها مدخلا مناسبًا يمَكّن من استيضاح المظاهر التداولية في الخطاب السياسي، وتفسير بنياته الصوريّة على أساس أن الخصائص الدلالية والتداولية تحدد الخصائص البنيوية، و من أهم النتائج التي توصل إليها الباحث هي: أنّ خطاب السيد الصدر (قدس سره) موجّه لتحقيق بعد تفاعلي بينه وبين المخاطبين من هذه الأفعال الكلامية، لأن ما يتلفظ به من كلام يتحول إلى أفعال ذات امتداد وبعد اجتماعي تحمل المخاطب على تقبل هذا الخطاب والوصول إلى نفسه و ذهنه. و قداعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي الاستقرائي لتبيان متطلبات عملية التواصل بين المتكلم و المخاطّب، لتأويل و توضيح دلالات الألفاظ المستعملة في الخطاب.