تنظيم الإخوان المسلمين في العراق

لم تكن الساحة العربية والاسلامية لتخلو من وجود الحركات الاسلامية، التي ترى ان حالها لا يمكن ان يستتب ويلتئم بدون ارجاع تلك الخلافة التي انتهت مع سقوط الدولة العثمانية، وقد حملت العديد من الحركات شعار عودة الخلافة في مختلف الديارالاسلامية كما نادى بعودتها العديد من العلماء والشخصيات، فضلاً الى رغبة هذه الحركات بالتحرر من تأثير الغزو الاجنبي لاسيما الفكري عن طريق عودة المسلمين الى الكتاب والسنة، وكان من بين هذه الحركات، حركة الاخوان المسلمين، التي نشأة وتوسعت في مصر ثم نقل تاثيرها الى بلدان عربية اخرى كان العراق احدها، وهو ما سنستعرضه تحت عنوان (تنظيم الاخوان المسلمين في العراق، 1944-1958). كان من الطبيعي ان ينتقل تأثير حركة الاخوان المسلمين الى العراق، والى مناطق معينة فيه بذات التوجه المذهبي لمصر، ولاسيما مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد التي هي الاخرى شهدت مناطق معينة ولاسباب عقائدية تاثرت بحركة الاخوان المسلمين، وليس بغريب ان تجد حركة الاخوان المسلمين مكاناً في العراق بظل وجود تيارات سياسية ذات ايدلوجيات فكرية وسياسية مختلفة اغلبها كانت على نقيض مع الفكر الديني الاسلامي في العراق، بل ومع توجهات الحركة ومنهاجها السياسي، وبعدما اصبح لحركة الاخوان المسلمين تنظيم وقواعد بين صفوف بعض العراقيين تمكن التنظيم من التماس مع الجماهير والحكومة ومع بقية الاحزاب الاخرى، وبات له مواقف من التطورات السياسية في البلاد اما بالضد او المساندة واحيانيا المراقبة بانتضار ما ستوؤل له الامور، هذا الحراك الديني والسياسي لتنظيم الاخوان المسلمين في العراق جاء في خضم فترة تاريخية مهمة من الصراع العقائدي والسياسي في البلاد، وهي فترة مابعد الحرب العلمية الثانية وسقوط النظام الملكي العراق في 14 تموز 1958.