مرکز منطقه ای اطلاع رساني علوم و فناوري - الاقتصاد المحلي لمدينة الناضور والمجالات المحيطة بھا: بنياته واشتغاله وآفاقه

Abstract :

ظل الاقتصاد المحلي لمجال الدراسة قبل فترة الحماية الاسبانية مرتكزا على النشاط الفلاحي المعاشي، ليشھد بعد ذلك -اي خلال الفترة الاستعمارية- تحولا كبيرا، مس بالاساس بروز نشاط التعدين بجبال بني بويفرور، حيث كانت تُصدر الخامات المعدنية (الحديد والرصاص) عبر ميناء مليلية المحتلة، الذي كان يرتبط بمناطق الاستخراج بخطين حديدين، كما ظھرت فلاحة عصرية بسھلي الگارت وبوعرگ معتمدة على مياه الفرشة الباطنية، واعطاء اھتمام للقطاع التجاري وخاصة الاسواق الاسبوعية التي تم تحديثھا وربطھا بطرق المواصلات، وكذا خلق مراكز تجارية صغرى بالنوى العمرانية التي اسستھا السلطات الاستعمارية، ھذا علاوة على ظھور بعض الانشطة الاخرى. غير ان التحول الحقيقي الذي عرفھ ھذا الاقتصاد، ھو الذي شھدتھ فترة بعد الاستقلال، ولا سيما منذ اواخر الستينات حيث تم تاميم قطاع المناجم، وتوسيع الاھتمام بالقطاع الفلاحي من خلال اشغال التھيئة الھيدروزراعية التي ھمت اراضي السھلين المذكورين، واحداث ميناء للصيد العصري ببني انصار، وظھور مناطق صناعية بالمنطقة الواقعة بين سلوان والعروي واخرى تابعة لميناء بني انصار، اما القطاع التجاري فقد شھد تطورا ايجابيا مھما، بفضل وجود جيب مليلية المحتل الذي تتدفق عبره كميات كبيرة من السلع المھربة، الموجھة اساسا نحو مدينة الناضور -التي اُحدثت بھا بنى تحتية تجارية كبرى- لاعادة توزيعھا وبيعھا بالجملة والتقسيط، ھذا الى جانب الانتعاش المھم الذي شھده رواج الاسواق الاسبوعية، كما نال القطاع البنكي اھمية كبرى ضمن ھذا الاقتصاد نظرا لسيولتھ المالية المھمة المرتبط اساسا بالھجرة الدولية. ولكن الملاحظ ان ھذا الاقتصاد بدا يشھد منذ بداية الالفية الثالثة تغيرا جديدا، متجسدا في تراجع اھمية بعض الانشطة لصالح اخرى؛ بحيث اصبح التوجه العام منصبا على الصناعة والتجارة الدولية والسياحة وھيكلة القطاع التجاري الذي غلب عليه نشاط التھريب، ما يعني ان آفاق ھذا الاقتصاد ستتمحور حول الانشطة التي بامكانھا تحسين اداء الاقتصاد المھيكل والقادرة على توسيع الانفتاح على الخارج.