اضواءٌ تحليليّة علي ملامح المديح النبويّ الشريف لَدي أبي الهدي الصيّادي (دراسة في إطار الخصائص الفنيّة والمضمونيّة في شعره)

يمتاز العصرالمملوكي والعثماني من بين الأطوار المختلفة الأدبية الحديثة والقديمة خلافاً لانحدار التيارات الأدبية العامّة فيه بازدهار المدائح النبوية، ويشهد بأنها قد بلغت قمّتها علي يد كثير من أعيان الشعراء من أمثال البوصيري، ابن نباتة المصري، صفيّ الدين الحِليّ... وغيرهم، وقد أصبح هذا فناً مستقلاً علي يدهم. أبوالهدي الصيادي أحد هؤلاء الشعراء البارزين الذين عاشوا في هذه الفترة والذي تحتلّ المدائح النبوية عنده مكاناً مرموقاً و يَحظي ديوانُه في كافة أنحائه بأنه يحوي كَميّة هائلة من هذه المدائح الجليلة، وتـَزدانُ صفحات ديوانه بذكرمناقب الرسول(ص) وشرح مكارم اخلاقه. تعتمد هذه المقالة علي خطة وصفية_ تحليلية في توفير موادّ الدراسة وسَرد الشواهد الشعرية لاستعراض هذه المضامين في إنشادات الصيادي النبوية، وستأخذ بالدرس والتحليل مااتّسَم به شعرُ أبي الهدي من ذكر الشفاعة والتوسل، سَردالفضائل والمناقب، بيان فضل النبي (ص) علي سائر الأنبياء، معجزات الرسول وكراماته،مدح الصحابة الأجلاء وآل الرسول(ع) وغيرها من المحاور التي اشتمل عليها شعر الصيادي في هذا المضمار، لنري كيف إن هذه القصائد أصبحت مرآة تعكس لنا خصاله التي حَسُنت وسجاياه التي كَمُلت.