ما اخلت به المعجمات اللغويه من كلام اهل البيت (ع)

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمّد وعلي أهل بيته الطيّبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين. النزاع بين اللغويين والنحاة من جهة، والمحدّثين من جهة أخري، نزاع قديم، لذلك لم يحتج جمع كثير من قدماء اللغويين والنحويين بالحديث النبوي، وعلي رأسهم سيبويه (ت180ه) الذي لا تجد في كتابه «الكتاب» إلّا أحاديث لا تتجاوز عدد أصابع اليد. وكان في مقابلهم من يحتجّ بالحديث النبوي بلا تردّد كابن جنّي (ت 392 ه) وابن فارس (ت395ه) والجوهري (ت 398 ه). واحتدم النزاع وأخذ شكلا علنيا في القرن السابع، فادّعي ابن الضائع الأندلسي (ت680 ه) وبعده أبو حيّان التوحيدي الأندلسي (ت 745 ه) أنّ أئمّة المصرين البصرة والكوفة لم يحتجّوا بشيء من الحديث النبوي. وفي مقابلهما فتح ابن مالك (ت 672 ه) باب الاستدلال بالحديث النبوي علي مصراعَيهِ واتخذه أصلا من أصول اللغة والنحو. وفي هذا المضمار بقي كلام أهل البيت: مغفولا عنه عند الجميع، ناسين أو متناسين أنّهم لبّ لباب العرب، وأنّهم أئمّة الفصاحة والبلاغة، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام أوّل من أسّس اللبنات الأولي لعلم النحو، وأوّل من فَتَّقَ للناس أكمام البلاغة. وقد كان للرضي الأسترآبادي (ت 686 ه) في هذا القرن قصب السبق في الاستدلال بكلام أهل البيت: وأخذه حجّة لا تشكيك فيها. ثمّ عاد كلامهم: مغفولا عنه إلي أن جاء الطريحي (ت 1085ه)، والسيد علي خان المدني (ت 1120ه)، والميرزا محمّدعلي بن صادق الشيرازي (ت بعد 1300ه)، فاتّخذوا كلام أهل البيت: حجّة لا مناص عنها، وذكروا كثيراً من كلامهم:. لكن مع ذلك، لم يظهر إلي اليوم من يجمع كلمات أهل البيت: التي لم تذكرها المعجمات اللغوية في صعيد واحد، مع أنّها لا غني عنها في اللغة والنحو والبلاغة. وفي هذا المقال نقدّم نماذج ممّا ورد في كلام أهل البيت:- خصوصا الصحيفة السجادية- ولم يُذكر في المعجمات اللغوية ولا في كتب النحو ولا في كتب البلاغة، أو ذُكر بعضه دون التصريح بأنّه مأخوذ عن أهل البيت:. ولو جمع كلامهم هذا: في كتاب لجاء في مجلَّد ضخم أو مجلّدات.

no abstract