اللغة الصامتة و فاعليتها في الاتصال الناجح

وإذا كانت اللغة تعد الوسيلة الاتصالية المهيمنة على حياة أفراد المجتمع، إلا أنها ليست الوسيلة الوحيدة لتحقيق التواصل، لأن الإنسان يمتلك وسائل أخرى غير لغوية تقوم بوظيفة التواصل دعي اللغة الضامة، وهي تقوم بدور فاعل و حاسم في الكثير من اللحظات التواصلية التي تتخلل حياة الأفراد. إذ أن حوالي 30 % إلى 40 % من إتصالاتنا تكون لفظية و نحو 60 % إلى 70 % منها غير لفظية. يحاول الباحث في هذه الورقة البحثية باتباع المنهج الوصفي التحليلى دراسة التواصل غير الشفهية كاللوكات الجسدية، البروكسيمياء المن، المكان، طرق أخذ الدور في الكلام ، العلامات الصوتية غير اللغوية، الصمت، سلوكيات الملامسة. نستشف من هذا البحث أن التواصل في بلاد الشرق الأوسط و لاسيما في البلاد العربي يعتمد بدرجة كبيرة على الياق و عدم إلمام الإنسان بثقافة مخاطبية في الحوار يؤدي إلى الانهيار في التواصل. بما أن تفاوت السلطة يبدو كبيرة للغاية في الدول العربية فتوزيع أدوار الكلام في هذه الثقافة يعتمد على أمور كالن، والمكانة الاجتماعية، والسلطة التي يحوزها الشخص. إن ثقافة العرب تعطى الوقت أدني منزلة بكثير من الأهمية مما تعطيه ثقافة البلاد الغربية. و حينما نحاور العرب فهم يميلون بشكل عام إلى التقارب الجسدي؛ أما عدم الإحتفاظ بمسافة مكانية في الثقافة الغربية أثناء المحادثة يثير مشاعر جنسية أو عدائية.