الملامح المشتركة بين «حيدربابا» لشهريار و «دجلة الخير» للجواهري (دراسة مقارنة)

يُـعتبر شهريار ومحمّد مهدي الجواهري من أعلام الشعر بإيران والعراق في العصر الحديث، الّذينِ عاشا في حياتهما تجارب مشتركة وقريبة جداً؛ فكلاهما ابتعدا عن مَسقط رأسهما وذاقا ألم الغربة والمنفى، مما أدّى إلى خلق وتقديم آثار شعرية خالدة، لاسيّما منظومة «حيدربابايا سلام» لشهريار وقصيدة «يا دجلة الخير» للجواهري. يتميّز كلٌّ منهما بالحنين الجارف إلى الوطن والتعلّق الشديد به لدى صاحبه والشعورِ بالغربة وعدمِ التكيّف مع الواقع والظروف المحيطة به، والبحثِ عن اليوتوبيا وذكريات الطفولة والماضي (النوسطالجيا) وإعادتها. فضلاً عن هذا، فهما من الشعراء الملتزمين، فالالتزامُ تُجاه القضايا السياسية العراقية عند الجواهري والاجتماعية الإيرانية عند شهريار هي من ملامح شعرهما البارزة، حيث استخدما أشعارهما على وجه العموم وقصيدتيهما المذكورتين على وجه الخصوص للاهتمام بما يجري في بلديهما إلى جانب وصفهما للطبيعة الجميلة والخلّابة وصفاً مُذهلاً يشبه برسوم الرسامين أكثر ممّا يُشبه بأشعار الشعراء، فشهريار شاعرٌ رومنطيقيٌ بكلّ ما للكلمة من معنى والجواهري مع أنَّه رومنطيقيٌّ إلا أنّ في قصيدته مَسحةً من الواقعية، ورومنطيقيتُه اجتماعية وسياسية.