الصّور الفنّية وآلياتها في الشّعر المقاوم لعبد الرّحيم محمود وحسين اسرافيلي (دراسة وتحليل)

يعدّ التصوير الفنيّ أكثر العناصر الفنيّة والجماليّة تداولاً في الشّعر ممّا يساعد علي إيصال المعاني إلي نفس المخاطب المتقلي بشكل أعمق وأرسخ. فِي هذه الورقة البحثيّة الّتي أعدّت بطريقة وصفية تحليلية أراد الباحثون للإجابة علي السؤال التالي، ما هي التصاوير الفنيّة الّتي وظّفها الشّاعران العربي والإيراني عبدالرحيم محمود و حسين إسرافيلي للتعبير عن معاني المقاومة والصمود. وإجابة علي هذا السؤال رحنا نتجول في القصائد الّتي قرضها الشّاعران في مجال المقاومة بحثا عن الصوّر الفنيّة الّتي رسمها الشّاعران في كلماتهما. وممّا توصلنا إليه من نتائج البحث هو أنّ معظم الصور الّتي استخدمها الشّاعران في أشعارهما محمّلة بالرّموز والجماليات علي الصعيد الشّكلي والدلالي والّتي تتمثّل بالتشبيه والاستعارة والكناية والتلميح والمفارقة وكلّ ذلك بأنواعه وأقسامه وفيما يتعلق بأوجه التلاقي للشاعرين فيمكننا القول وبناء علي بحثنا هذا أنّ الشّاعرين كليهما تناولا المزيد من صورهما الشّعرية في مضمار المقاومة والصمود ومنها شدة الحرية وبيان آلام ومحن الشعب الفلسطيني المحتلّ وإعطاء صورة كريهة وباعثة علي النفور والاشمئزاز للكيان الصهيوني الغاصب والإشادة بروح التضحية والفداء لدي الشّهداء وكذلك المعاني الّتي تتعلق بحبّ الشعب والوطن أو ما يمكن تسميته بالوطنيّة أو الشعبيّة وما إلي ذلك ممّا اِنبجس من مفردات ومكوّنات الأدب المقاوم. هذا بالنسبة إلي القواسم المشتركة للشاعرين وأمّا فيما يتعلّق بما يفرّق بين الشّاعرين من حيث الصور الشّعرية أن صور عبدالرحيم محمود الشّعرية مستمدة غالباً ما من نزعة الشّاعر القوميّة بينما أنّ إسرافيلي اِستلهم صوره الشّعرية في الأغلب من المعاني والشخصيات الدينيّة المرموقة ما يقودنا إلي القول بأنّ التصاوير الشّعريّة لعبدالرحيم محمود تستقي من روح القوميّة والوطنيّة في حال أنّ الصوّر الجماليّة الّتي خلقها إسرافيلي تتّسم بالسّمات الدّينيّة البارزة بشكل واحد.