آفاق الأدب المقارن عربيّاً وعالميّاً في مرايا النّقد

نظرية الأدب المقارن نظرية حديثة من حيث كونه لوناً من البحث الأدبي تقوم فلسفته علي دراسة الأدب خارج حدوده اللغوية والثقافية والمعرفية. وقد دخل الأدب المقارن العلمي جامعات العالم الثالث منذ منتصف القرن العشرين فصاعداً. ويعتبر غنيمي هلال (المتوفي 1968) مؤسس الأدب المقارن العلمي في الأقطار العربية، كما شهدت المقارنة العربية لحدّ الآن باحثين كباراً منهم مثلا الطاهر مكي وسعيد علوش وعزالدين المناصرة وحسام الخطيب، وهذا الأخير من أكبر المقارنين العرب وأوفرهم نشاطاً ومتابعةً لتطور الأدب العالمي المقارن، وأكثرهم حيازةً للمعلومات والوثائق المتعلّقة بالأدب المقارن علي الصعيدين العالمي والعربي. وهذا المقال باعتماد المنهج الوصفي التحليلي والاهتمام النّقدي بالجانبين الشكلي والمضموني يتناول كتابه آفاق الأدب المقارن عربيّاً وعالميّاً بالدراسة. ويقدّم الخطيب في هذا الكتاب نظرةً متكاملةً تعتمد علي خبرته في مجالات التدريس والتأليف وحضور المؤتمرات العربية والدولية، ويصحّح فيه بعض القضايا المتعلّقة بتاريخ الدراسات المقارنة في البلدان العربية كما يحاول أن يصل بين الأدب العربي المقارن والتجربة العالمية، ويُقدّم عَرضاً للتجربة المعرفية الّتي باشرها المقارنون العرب منذ منتصف الثلاثينيات إلي مطلع التسعينيات ويسعي لصياغة وجهة نظر عربية في الأدب المقارن تنطوي علي سعي جادّ ومخلص لخدمة الارتقاء بالأدب المقارن العربي، وفي الختام يتناول بالدرس والنقد عدداً من الكتب العربية الّتي عُنيت بالجانب النظري للأدب المقارن. فالكتاب من أفضل المؤلّفات العربية في مجاله.