من قراءة السطوح إلي قراءة دلالات الأعماق؛ مقاربة تأويلية لقصيدة أغنية الممالك الضائعة

المنهج التأويلي منهج نقدي يخرج النص من الغياب والنص دون قراءة تأويليِّة تلامسه، يبقي مجرّد انفعال أدبي مكتوم وفي ضوء هذه الحقيقة جاء هذا البحث معتمداً علي المنهج الوصفي – التحليلي وفي إطار الدرس التأويلي لمقاربة قصيدة «أغنيِة الممالك الضائعة» ومن أهم الأهداف المؤمّلة إليها خلق الوعي عند القاريء بعالم هذه القصيدة وموضوعها بعد إزالة الستار عن وجوه الرموز والإشارات وتنطلق ضرورة هذا البحث عن فقدان بحث علمي منهجي عن شعر العلاق من جهة ومن جهة أخري تنطلق الضرورة عن أهمية القصيدة في كونها ترتبط بالواقع السياسي وتعكس اشكاليات الواقع السياسي العربي. هذه القصيدة من أشهر قصائد العلاق تسرد ضياع الأرض العربيِّة من الأندلس ماضياً إلي العراق وفلسطين حاضراً وهذا الضياع نتيجة للعلاقات المتشظيّة بين بلدان العالم العربي ونتيجة لفعل الخيانات والقصيدة إلي جانب وظيفتها الإفهاميِّة، لم يُمهل فيها الجانب الإبداعي للشعر فهي تكتنز بالطاقات الجماليِّة والإيحائيِّة الثرّة التي تأتي من الاستعارات ومن التقنيات التعبيريِّة والانحرافات الشكليِّة.التراث ذات الفاعلية فاعليِّة في قصيدة العلاق واعتمد عليه للتعبير عن الموقف المعاصر وإضفاء الموضوعيِّة إلي مقصديات النص الشعري ولعبة الإيقاع تحمل الدور الجمالي التعبيري في هذا النص الشعري وأكثر الشاعر فيها من البنيات المتوازيِّة التي يمكن توزيعها علي شاكلة عمود الشعر القديم والتكرار في القصيدة يحمل وظيفتي الجماليِّة والتعبيريِّة والتنظيم الصوتي مرتبط بخوالج الشاعر النفسيِّة ويعكس ما يعتمل في صدر الشاعر من الغضب والسخط لعودة العرب إلي حماقته الأولي ويعكس حزنه الشاعر وزفراته وما يجلب الانتباه في هذه القصيدة هو التشاكل الدلالي بين العنوان وبين النص الشعري وفي الحقيقة أنَّ العنوان له رصيده التاريخي المرتبط بالأندلس و يمثِّل الصورة المختزلة لدلالات النص ويشير إلي فعل الخيانة والضياع ويعزف علي إيقاع الخواطر عند المتلقي.