ملامح الديستوبيا وتمظهراتها في شعر عبدالرزاق الربيعي

الأدب الديستوبي يحكي عن مجتمعٍ فاسدٍ، ومخيف، وغير مرغوبٍ فيه، ويروي أحداث المكان الخبيث والواقع المرير بعد ما أصبحت المدينه الفاضله في مُخيّله الأدباء ولم يحصلوا عن مدينهٍ لائقهٍ للعيشِ. لذا أصبحت المجتمعات المدنيه محور الأحداث الإنسانيّه في المدينتين الفاضله والفاسده؛ فاليوتوبيا أصبحت أملاً للبشريّه والديستوبيا عالماً يتصارع فيه النوع البشري؛ فهاتان مدينتان متنافستان علي الإصلاح والفساد. إنّ الشعر نشاطٌ إنساني إهتمّ بالمتغيّرات الإجتماعيّه، واختار مواده من تلك الأحداث المكوّنه في المدينه إمّا الفاسده وإمّا الفاضله. جسّد عبدالرزاق الربيعي المدينه الفاسده بتبعيضها الطائفي وفقرها وحرمانها بعد ما عاش حياهً مليئهً بالتبعيض الطائفي وشهد الفوضي ونهب التراث ودمار البيئه أثناء الغزو الأمريكي وسلطته علي العراق. هذا البحث وفقاً للمنهج الوصفيالتحليلي يقوم بدراسه ظواهر الديستوبيا كالفوضي والمعاناه اليوميه للسكان، والفقر والحرمان، ودمار البيئه والتراث الإنساني، والموت، وسلطه الأجانب علي الوطن، وتجليات هذه القضايا في شعر الربيعي. ومن أجل أهميّه الموضوع يحاول هذا المقال في ضوء عناصر الديستوبيا، تسليط الضوء علي نصوص الربيعي، للحصول علي معلوماتٍ عن العوامل الإنسانيه والإجتماعيه التي تنمّي موجه الديستوبيا في المجتمع وكيفيه ظهور هذه العناصر في البنيه الشعريه لدي الشاعر. وقد بيّنت الدراسه رصد الشاعر للأوضاع الإجتماعيه السائده في العراق، وقد كشفت عن أمور مسكوت عنها كالمقابر الجماعيه كما أنّها أبانت عن جرأه الشاعر في طرح قضايا من الصعب تداولها علناً.