تمظهرات الالتزام وبواعثه في شعر ثورات الربيع العربي من منظور الرؤيه والتشكيل (قصيده الأرض قد عادت لنا لفاروق جويده نموذجا)

الالتزام في الأدب يعني أن يوظّف الأديب أو الشاعر مقدرته الفكريه والفنيه في خدمه مجتمعه، ويصوّر متطلبات شعبه، آلامه وأحلامه بلغه صادقه دون تحيّز إلى أغراض ذاتيه. وتشكّل هذه الفكره جوهر الأدب الملتزم. جاءت قصيده الأرض قد عادت لنا لفاروق جويده الشاعر المصري المعاصر كنموذج رائع للأدب الملتزم، وهي بمنزله ملخص للواقع السياسي الأليم الذي عاشه الشعب المصري من الاستبداد، والفساد، والسجن، والفقر والجوع ومصادره الحريات العامه. والقصيده تتميّز بخطاب ثوري ظلّ فاروق فيه رافضاً لكلّ تلك الظواهر، كما تكشف عن علاقه الشاعر الوثيقه بقضايا شعبه وإحساسه الشديد بالانتماء والوطنيه والثوريه. هذا البحث حاول بمنهجه الوصفي ـ التحليلي دراسه تلك القصيده وتسليط الضوء على رؤيه الشاعر الملتزمه فيها. أثبتت الدراسه أنّ التزام فاروق جويده كان واعياً دون تحيّز إلى أغراض ذاتيه، فأصبحت قصيده الأرض عادت لنا منشوره رائعه تجسّد فيها موقفه الملتزم من الواقع السياسي. كما كشفت أنّ الظروف المأساويه التي تعيشها الشعب المصري من استبداد السلطه وغياب الحريه إضافه إلى طرح قضيه توريث الحكومه كانت أهمّ بواعث دعت فاروق إلى الشعور بمسؤوليته الملتزمه. ظهرت من خلال دراسه القصيده أنّ فاروق جويده كان على وعي وإدراك كامل بأحداث ثوره الربيع العربي بمصر ومتغيّراتها، كما كان على وعي بالحاله الاجتماعيه التي وصلت إليها مصر قبل الثوره، فقد هيمنت السلطه على المجتمع بفعل الفساد والظلم، ولم يبق فيه إلا طبقه الحاكم وأعوانه من المسؤولين الفاسدين ورجال الأعمال المنتفعين. وكانت الطبقه الفقيره هي غالبيه الشعب الذين يعانون الاستبداد والتضييق في كلّ مجالات الحياه.