توظيف آليه التشبيه للتعبير عن القضايا الاجتماعيه عند أحمد عبد المعطي حجازي من منظور الإستراتيجيه التلميحيه

إستراتيجيه الأديب تساعده علي التخطيط واختيار ألفاظ وعبارات مناسبه قبل إنتاج الخطاب. وتنقسم هذه الإستراتيجيات إلي المباشره التي تعبّر عن القصد مباشره وغير المباشره أو التلميحيه التي تنحصر في التعبير عن القصد بصوره ضمنيه، حسب ما تستلزمه الظروف بين المتكلّم والسامع. وللإستراتيجيه التلميحيه آليات بلاغيه تعتبر التشبيه واحداً منها. وأحمد عبد المعطي حجازي  شاعر اجتماعي تحدّث عن القضايا الاجتماعيه في شعره مباشرًا و غير مباشر. وأمّا بالنسبه إلي كلامه غير المباشر، فهو جعل الصور التشبيهيه وسيله للتعبير عمّا يريد نقله إلي المخاطب نقلًا غير مباشر. وبما أنّ هذه الصور التشبيهيه تحمل معني غير معناها الظاهري فدراسه هذه الصور دراسه عميقه تقتضي دراسه المؤثّرات الخارجيه إلي جانب المؤثّرات الداخليه للخطاب، فخير منهج يساعد البحث، هو المنهج التداولي الذي يتجاوز عن دراسه الشكل اللغوي للخطاب إلي دراسه المؤثّرات الخارجيه التي أثّرت علي الإنتاج. وتوصّلت الدراسه إلى نتائج أهمّها: هناك قرابه بين البيئه الاجتماعيه للشاعر والصور التشبيهيه التي استخدمها للتعبير عن هذه البيئه، فلذلك عندما ينظر المخاطب في هذه الصور يفهم الأوضاع الاجتماعيه السائده آنذاك. وبما أن التشبيه لم يكن عند الشاعر للزينه فحسب، بل كان آله للتعبير عن البيئه الاجتماعيه والتواصل مع الناس، فحاول الشاعر في خلق هذه الصور أن يتخّذ طريقاً يقتضي مشاركه المخاطب وفهمه، كاختيار الصور السهله والصور الحجاجيه المقنعه والاهتمام بالثقافه المشتركه بين الشاعر وبين المخاطب وخلق الصور المناسبه المثيره التي تدغدغ أفكاره وتشاركه في فهم المقاصد الكامنه. فمن هنا يمكن القول، إنّ الإستراتيجيه التلميحيه عند الشاعر تقترب من التصريح أكثر من التلميح؛ إذ هو اتّخذ إستراتيجيات خاصه في خلق الصور التشبيهيه وأراد بها التواصل مع المخاطب ونقل المعاني إليه.