جماليات التناص القرآني في رواية يا صاحبي السجن لأيمن العتوم (مقاربة سيميائية لعتبة العنوان)

يُعدّ التناص بأنواعه ومستوياته المختلفه أحد الظواهر الفنيه المهمه في تشكيل النص الأدبي المعاصر، فهو من الأسس الجماليه التي ينهض عليها، لذلك حظي باهتمام بارز من الدارسين في النقد الأدبي المعاصر، ويحاول هذا البحث استجلاء نوع منه هو التناص القرآني؛ الذي اخترنا له روايه يا صاحبي السجن لأيمن العتوم مدونه تطبيقيه له، وهي مدونه ثريه في توظيفها للتناص القرآني؛ مركزين في ذلك على عتبه العنوان - الرئيس منه والعناوين الفرعيه - محاولين تقديم مقاربه سيميائيه لها؛ كونها الأنسب في استنطاق العتبات النصيه، التي وقفنا منها على توظيف الروايه للنص القرآني وآليات اشتغاله في عتبه العنوان، ودلالاته وأبعاده الفكريه والجماليه. وبعد البحث يمكن القول إن هذه المقاربه قد حققت الغايه الجماليه والدلاليه والمعرفيه منها؛ من خلال بحث تجليات التناص القرآني في عناوين روايه (يا صاحبي السجن) بوصفها علامات سيميائيه داله، كما خلصت إلى مجموعه من النتائج نجملها في أن التناص القرآني في روايه (يا صاحبي السجن) شكل ظاهره جماليه عكست زاويتين من رؤيه الكاتب؛ رؤيه المبدع ورؤيه البطل الذي عاش التجربه واقعا، ما مكنه من نقلها بتفاصيل تظافرت البنى السرديه وعناصرها من زمان ومكان وشخصيات من تصويرها بلغه واصفه بديعه، ظهر جليا أثر النص القرآني فيها؛ إذ أخذ مساحه واسعه من الحضور المباشر وغير المباشر، عبر نصوص المتن وعناوينها؛ هذه العناوين مع المتن شكلت عتبات عدت نصوصا قائمه بذاتها، نجح من خلالها الروائي أيمن العتوم في تقديم صوره فريده من استغلال الطاقات اللغويه والتصويريه للنص القرآني الجليل؛ تجعل منه غايه لوقوف المبدع عليها والإفاده منها على المستوى اللغوي والدلالي.